21‏/07‏/2012

مرفوضة بأمر من دولة الإحتلال




مرفوضة، بأمر من دولة الإحتلال !

إسراء عثمان || رام الله المحتلة
الجزيرة توك

أقطن هنا على بعد كوكب وقارتين وجدار عازل وبضع حواجز تفتيش وقريتين وخطوة قدم، بعيداً عن مدينة القدس الأبية، هنا أسكن في رام الله، وبعد أن تفتحت عيوني على الحياة وجدت العالم يعيش انتفاضة، والكل متنازع على كوكب يجاوز القمر إنه المسجد الأقصى، هناك كانوا يشيرون لي بأصابعهم الى جهة الشمال الشرقي من مدينتي، هناك تقع القدس، ولماذا لا أزورها وقد أخبروني أن جدي وقع شهيداً لأجل القدس ويقطن أخي الأسير في سجون الإحتلال لأجل مدينة القدس، وجرح عمي واعتقل 3 من ابناءه لأجل مدينة القدس أيضاً، كنت أظن أن بيننا وبين مدينة القدس عوالم وكواكب وقارات ودول، هكذا كنت أظن، أسير بجانب جدار عازل تخيلت أن وراءه مسافات تفصل الكون وتوصل آخر ببعضه البعض، فحين بحثت ودفعني مقدار الوطنية في عروقي للنبش أكثر في صفحات الكتاب عن مدينة سكنت قلبي دون أن اسكنها أو ازورها حتى، وجدت القدس يا رفاق هنا على بعد بضع ميترات ودولة احتلال، تلك الدولة يا رفاق ليست دولة كما تظنون بحدود دولية وتضاريس تفصلها عن غيرها من الدول، انها دولة وهمية مقتبسة من وطني على هامش خارطة العالم المنسية، شكلوها فوق مدينة القدس وامتدت لتطال الكثير من مدن وطني، من هنا اكتشفت ان الهواء الممزوج بروائح الزيتون والذي كان يزيد في قلبي الإصرار كل يوم كان مقدسي يهب علينا متحدياً ذاك الجدار، فزاد إصراري لأزور المسجد الأقصى، فعلمت أنني لا استطيع الدخول دون تصريح من دولة الإحتلال ولن يكون هناك مرور دون موافقة من وجودهم الوهمي، فقدمت هويتي الفلسطينية وطلب رسمي من ابنة مدينة رام الله لأزور عاصمة الدولة الفلسطينية القدس الشريف الى دولة الإحتلال التي سموها إسرائيل، فردوا عليّ بكلمة " مرفوضة أمنياً بقرار من دولة الإحتلال"، حاولت مرة ثانية وثالثة وعاشرة وفي كل مرة مرفوضة أمنياً، أنا الفلسطينية مرفوضة في وطني أن ازور قلب وطني " القدس الشريف" من دخيل أتى ارضي وسلبني حقي،فقررت أن أتحداهم وأن اتجول مدينة القدس رغماً عن أنوفهم، قررت أن اعانق مسجدها وقبتها وثراها، قررت أن اتعرف عن مساجدها وباحاتها وكنيستها بكل تفاصيلها، قررت أن اتصالح مع تاريخها وأن أستضيف نفسي في حضرة الكتاب والمسجد والقبة الذهبية.

حملة " مرفوض بأمر من دولة الإحتلال" لكن مقبول في صفحات كتاب.
إعرف أكثر عن عاصمتنا وعن وطننا وعن فلسطيننا، انبش التاريخ اعرف اكثر، قاوم عدوك فمن عرف تاريخه وجد تصريح دخول الى المستقبل.

لأن تحرير القدس يبدأ بالعلم والعمل وليس بالمشاعر والإحساس
لذلك أكتب وأدون.

رابط المقالة على الجزيرة توك:

https://www.facebook.com/photo.php?fbid=10151116590386329&set=a.10150118707001329.315705.21902496328&type=3&theater