حضارة

د. إسماعيل الفاروقي // فلسطيني، عالم، مفكر اسلامي، فيلسوف، شهيد، هل تعرفه !؟ا!ا

د. إسماعيل الفاروقي // فلسطيني، عالم، مفكر اسلامي، فيلسوف، شهيد، هل تعرفه !؟ا!ا

 فلسطيني النبض والهوى 
 د. إسماعيل الفاروقي"
فلسطيني، عالم، مفكر اسلامي، فيلسوف، شهيد، فهل تعرفه  !؟ا!ا

تلك الإبتسامة المحيرة على محيياه، وتلك النظرة العميقة والطلة القوية التي جبلت بالروح الفلسطينية، اسم تاه بين أبناء جيل لم يحفظوا اسماء أعلام فكرهم وعمالقة ماضيهم !!! بل ترى السطحيين منهم يتغنى بأعلام الغرب ومبدعيهم !! ونسوا ان الأصل يصعب تقليده ! .
وصلني قبل اسبوع مقطع فيديو على اليوتيوب، للدكتور محمد الشنقيطي والذي اعتبره من أعلام الفكر المعاصر وأعتز بإسلاميته وعروبته.

حيث تضمن الفيديو اسماء أعلام للفكر الإسلامي انتقاهم الدكتور الشنقيطي و ذلك لأهليتهم لهذا الحمل والإسم، ووصفهم بأنهم خيرة العقول المسلمة في القرن العشرين وهم حسب ما جاء في محاضرة الفيديو التي تجدونها على الرابط التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=i7zXRcQPLCY&feature=youtu.be

• محمد إقبال
• مالك بن نبي
• عبد الله ادراس
• اسماعيل الفاروقي
• علي عزت بيجوفيتش

ويشير الدكتور الشنقيطي حفظه الله انه تم اختيار هذه الأعلام بناءً على ثلاث معايير هي:

• الجمع بين ثقافة الشرق والغرب
• الجمع بين العلم الشرعي والموقف الشرعي
•  الجمع بين عمق الفكرة واشراق الروح

 كان المقطع تحديداً قد خصص للحديث عن الدكتور  "إسماعيل الفاروقي " ابن مدينة يافا في الشمال الغربي من قلب الأمة النابض"فلسطين"
والمولود في سنة 1921، من رآني حين بدأت في الاستماع الى الفيديو لاحظ علامات الدهشة والحزن التي امتزجت بالفخر والسعادة، كيف لخيرة علماء الفكر الإسلامي ان يكون من فلسطين، دولتي التي نمت في وسط قلبي وانا أجهل هذا العملاق! لست انا فحسب ومن غيري يوماً قد ردد هذا الإسم؟ وأين هو من المناهج الدراسية التي التهمتها عقولنا لمدة اثنتي عشرة سنة أيام المدرسة.؟!ا؟

من يتخيل ان الدكتور اسماعيل الفاروقي قد تلقى العلم المزدوج ما بين الدراسة الإسلامية على يد أبيه الشيخ في المسجد وبين 
المدارس اليسوعية الفرنسية في فلسطين ومن هنا جمع بين ثقافة الشرق والغرب.
 وبعد أن انهى الثانوية العامة انتقل الى الجامعة الأمريكية في بيروت لينهي درجة البكالوريوس في الفلسفة عام 1941، حيث انتقل بعد ذلك ليعمل قاضياً في الجليل الأعلى فترة الانتداب البريطاني على فلسطين، وسرعان ما التحق الى صفوف المقاومة حين قامت الدولة اليهودية لكنه لم يدم طويلاً لانه شعر أن هناك شيئ أهم ينتظره بدلاً من الجبهة العسكرية بل ان هناك جبهات أهم.
انتقل الدكتور إسماعيل الى اميركا حيث حصل على شهادتي ماجستير في فلسفة الأديان واحدة من جامعة انديانا والأخرى من جامعة هارفورد وكان ذلك عام 1952، وفي عام 1953 حصل على شهادة الدكتوراه من جامعة انديانا ايضاً في الفلسفة وكانت اطروحته لمشروع الدكتوراه اسمها " نظرية الخير".
لم يمل بل كانت همته عالية جداً لينهل من بحور العلم المختلفة ومن مشاربه المتعددة. 

لكن بعد تخرجه شعر بحاجته الى الدراسات الاسلامية، وادرك قيمة الثقافة التركيبية وان ثقافة الغرب دون الدراسات الإسلامية لا تكتمل، وبعد حصوله على الدكتوراه عاد الى الازهر ليدرس اربع سنوات في الشريعة الإسلامية ليحصل على شهادة بكالوريوس فيها، حيث أنه ادرك ان دراسة الغرب ليست كافية وقرر بناء دراسة تركيبية تجمع بين الشرق والغرب حيث كانت مرحلة دراسته في الازهر مابين عام 1954- 1958. 

 الدكتور الشهيد 
لم تتوقف انجازات الدكتور الفاروقي بل امتدت كثيراً، لم يعش طويلاً بل عاش عمراً عريضاً كما كان يقول الفيلسوف ابن سينا" الله ارزقني عمراً عريضاً وليس عمراً طويلاً، فالدكتور الفاروقي رزقه الله عمراً عريضاً بالانجازات المتتالية لكن الله اختار له ان يكون شهيد الإسلام والقضية الفلسطينية، امتدت يد الغدر لتقتله، حيث في اليوم السابع والعشرين من شهر مايو عام 1986 تسللت مجموعة الى بيته في شيكاغو وقتلته هو وزوجته لمياء الفاروقي طعناً بالسكين بطريقة بشعة تظهر حقدهم عليه في نشر الاسلام وعلى جهده في مقارعة الصهيونية ونصرة القضية الفلسطينية.
حبر العالم أقوى من سكين الغارد
استشهد الدكتور إسماعيل الفاروقي وزوجته لمياء الفاروقي لكنه ترك ورائه تراثاً قيماً، حيث كان الدكتور عالماً موسوعياً متضلعاً في العلوم الانسانية وفي الأديان، دافع عن القضية الفلسطينة وحارب إسرائيل والظاهرة الصهيونية بعيداً عن العاطفة بل تمسك بدور العالم الباحث، وكتب الكثير في المسيحية واليهودية وكان علمه مستفيضاً، وأود هنا أن اشير الى كتابه الذي كتبه هو وزوجته لمياء وكان في المطبعة حين قتلا وقالوا عن الكتاب: ولد يتيم الأبوين، وهو كتاب " اسلمة المعرفة"

ايجاز للمحاور التي تخصص وتحدث وكتب فيها الدكتور إسماعيل الفاروقي: 

• ما كتبه عن الاسلام لتعريف القارئ الأمريكي بدين الاسلام ومنها كتاب التوحيد ومقتضياته في الفكر والحياة
• في الحضارة الاسلاميةكتب اكبر كتبه واهمها بالتعاون مع زوجته لمياء وأهمها كتاب اطلس الحضارة الاسلامية 
•  مقارنة الأديان وقد كتب فيه مجالات كثيرة، منها الاطلس التاريخي لأديان العالم
• طرحه حول اسرائيل والظارهة الصهيونية واهم كتبه الاسلام ومشكلة اسرائيل
• اسلمة المعرفة وهو مصطلح ابتكره الدكتور الفاروقي سأتطرق اليه الآن لأهميته

فكرة أسلمة المعرفة:
 اسلمة المعرفة وهو مصطلح ابتكره الفاروقي ويقصد به ان الثقافة الاسلامية اليوم هي ثقافة تقليدية ليست على مستوى الثقافة العقلية التي وصل اليها العالم وهي بحاجة لتنفتح على العلوم الانسانية والاجتماعية المعاصرة، لكن هذه العلوم بحاجة الى اسلمة حتى لا نفقد هويتنا وذاتنا من خلال انفتاحنا على هذه المعارف الانسانية المعاصرة، حيث اننا نحتاج الى صياغة اسلامية لهذه العلوم ، علم النفس والانتروبولوجيا والتاريخ والاجتماع واللغويات و و و من العلوم المعاصرة.
يؤمن الدكتور بشدة ودافع عن هذه الفكرة، وهي ان العقل المسلم المعاصر يحتاج الى ان يثري نفسه بالثقافة الانسانية المعاصرة دون ان يفقد ذاته وهويته، فاذا اكتفى بما لديه انتهى الى جمود وركود وفقر، واذا انفتح على الاخرين دون جذور فإنه يفقد ذاته، حيث أن الدكتور الفاروقي عاش بنفسه هذه التجربة لانه درس دراسة تركيبية من البداية فجمع بين المدارس اليسوعية المسيحية وعلى يد ابيه دراسة دينية ومن ثم فلسفة في اميركا الى الازهر لدراسة العلوم الإسلامية.. وهكذا ، والف كتاب بخصوص هذا الموضوع اسماه اسلمة المعرفة وغيره من الكتب. ويؤمن ان كل التخصصات في جامعات الدول الاسلامية مهما كان تخصص الانسان يجب ان تكون مادة الحضارة الاسلامية اساسية مهما كان التخصص، لانها مادة الهوية الاسلامية وهي تضمن ان المسلم لا يفقد جذورها وهويتها، وحاول ان يتجاوز فيها مرحلة التنظير الى التطبيق فأسس مع المفكر السعودي الدكتور حميد ابو سليمان في "المعهد العالمي للفكر الاسلامي" في فيرجينيا وكان هدفه التنظير والتخطيط لهذا النوع من المعرفة والافكار وكان لهم الكثير من العطاء.  

اختصرت قدر الإمكان حياة الدكتور إسماعيل الفاروقي التي محال ان توجز في سطور، لكن هي دعوة لكل قارئ لهذه الكلمات، ارجوكم اقرأوا عن اعلام الفكر الإسلامي، وتصالحوا مع ماضيكم لتعيشوا حاضركم كما يجب وليسطع مستقبلكم.

خجلة انا منك يا دكتور الفاروقي خجلة حقاً ... 

دكتور محمد الشنقيطي، كل كلمات الشكر والتقدير وعظيم الامتنان لن تسعفني ولن تكفيني، كنت السبب الذي جعلني ابحر أكثر في حياة الدكتور الفاروقي وكنت السبب في معرفتي له. 

شكراً لكل من أعطى تلخيصي لمحاضرة الدكتور محمد الشنقيطي عن حياة الدكتور إسماعيل الفاروقي من وقته. 

وهمة يا شباب ،، هناك الكثير الكثير ينتظرنا، لننبش في الماضي، لنفكر لنناقش لنبدع لنغير .. ~ 

من لا ماضي له، لا حاضر له

إسراء عثمان
   04/03/2012  

إذا كان هناك أي خطأ فهو صادر مني، ارجوا تنبيهي اليه مشكورين !