متوضاً الصلاة يكشف ثلاث حقائق وأصناف!!!
للأقصى حُرمَتَهُ يا بَشَرْ !
في الأقصى هناك على أرض مدينة القدس في قلب فلسطين كل ما تراه هو حقائق مدهشة في تناقضها، في البداية نجح المحتل في تعميق المسميات ( مقدسي، فلسطيني الداخل، الضفة الغربية، قطاع غزة، اللاجئ) كلها مسميات تؤدي بالنهاية الى ذلك الإنسان الذي يجري في عروقِه الدم الفلسطيني.
![](https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEggNj3ftL_XhrIFsgaOO3l-1yjcP9rYGd31UuFwInOLi57dxdNR0or-88VPHFYDo7PAxuqr3X7hZAY60VVzsxz9OC1kO3j2bci0Q6FWojcoVBSGM4wUgHHLd9_jxfMGhr7-h3W4OgCZS_cO/s400/377823_2828747912652_19008914_n.jpg)
قبل أيام كان لي موعد مع القمر مع قلب مدينة القدس( المسجد الأقصى والقبة الذهبية ) التي أعشقها، لقاء جاء بعد ثلاث عشرة سنة من الفرقة الإجبارية، لذلك اللقاءِ رَهبة بل قدسية محال أن تسعفني معاجمي وحروفي لأكتب عنها، بل الأهم من ذلك تلك المتناقضات التي أذهلتني هناك.
نعم انه متوضأ المصلين من يظهر لنا ثلاثة نماذج لا بد أن نقف عندها، فهناك نموذج المحتل الصهيوني الدنيئ الذي لا يخفى علينا ممارساته الدنيئة بحق الإنسان الفلسطيني في مدينة القدس، ذلك يدفعني للتفكير ما قيمة المكان إذا كان الإنسان فيه مهان، وإن لم نتكاتف لنسمى بالإنسان ليرتقي لطهر وقدسية المكان، كنت أظن أن المحتل فقط من يمارس الممارسات الدنيئة بحق الأماكن المقدسة فوجدت أن الفلسطيني أيضاً يقوم بممارسات في الارض المقدسة لا تليق بقدسيته وتحط بني الإنسان درجات!!!
النموذج الأول (نموذج المحتل)
في مدينة القدس، تبدا معاناة الانسان الفلسطيني على حواجز التفتيش، حيث الإجراءات القهرية والتعسفية من قبل جنود الإحتلال الإسرائيلي من أجل التضييق على القادمين من كل مكان إلى مدينة القدس، حيث لا حدود للطوابير المتراصة والمضايقات والمدافعات المتعمدة والإجراءات القهرية والمنع المتعمد للبعض من الدخول الى المدينة المقدسة، تكتمل داخل المدينة بعدة أشكال وطرق، ما يهمني منها الآن متوضأ الصلاة! حين تجد أن عدد دورات المياه وأماكن الوضوء داخل الحرم القدسي معدود ومحدود، وهي لا تتسع للعشرات من القادمين هناك، فما بالنا بعشرات بل مئات الآلاف حين يأتون في يوم جمعة واحدة ! حيث تمنع سلطات الإحتلال المواطن الفلسطيني من إضافة حجر واحد أو توسيع هذه الاماكن، لذلهم وقهرهم ظناً منهم ان ذلك سيدفع بالفلسطيني ليبغض المكان فلا يعود.
النموذج الثاني (نموذج المقاومة)
يأتي دور الإنسان المقدسي الذي يتحدى المحتل فتجد بعض النسوة ممن يسكُنّ داخل الحرم القدسي يقهرن المحتل حين ينادين النساء القادمات للصلاة ليستخدمن منازلهن من أجل الوضوء والإستعداد للصلاة، لأن المواطن المقدسي يرى المآسي التي تحدث هناك امام المصليين من تضييق وذل ومعاناة لا يمكن أن توصف، فيحاولوا التخفيف عن الناس ليعمقوا في قلوبهم حب المكان ليرابطوا فيه دوماً، فيا لعظمة هؤلاء النسوة المقدسيات اللاتي حولن دورات المياه في بيوتهن الخاصة الى دورات مياه عامة امام المصليين! متحديات بذلك جنود الصهاينة المتمركزين أمام بيوتهن بحيث يحاولون أن يرهبوا النساء اللاتي يخرجن من هناك بعد أن علموا ماذا يدور في الداخل!
هذا نموذج واحد من تضحيات أهل القدس المرابطين الصامدين المقاومين للمحتل بكل ما يملكون !
النموذج الثالث (نموذج التدنيس)
ملحوظة: التعميم خاطئ، مع التأكيد على أن هناك الآلاف أيضاً كانوا خير مثال لعلو الأخلاق والقيم الرفيعة والمثل العليا.
المواطنون الزائرون بتصريح القادميين من مختلف المدن الفلسطينية!
لا يهمهم سوى دورهم، يتدافعون أينما وجد مكان فيه ازدحام (اللهم نفسي نفسي)، تتعدد المواقف التي تختفي فيها مواقف الرحمة والتسامح بين الناس وتحديداً النساء سواء في المتوضأ او أماكن الصلاة، وكثيراً ما تفقد الشعور بقدسية المكان فالألفاظ النابية تجدها تتطاير هنا وهناك! وهناك نعم هناك رأيت قمامة تلقى في بعض الأرجاء، وغيرها الكثير الكثير ممن يضيق الصدر حين الحديث عنها فأفضل الصمت عن البوح أكثر !
تمهلوا يا بشر! ليس المحتل فقط من يمتهن الإنسان الفلسطيني في الأقصى، بل الفلسطيني نفسه يمتهن ويذل نفسه هناك،وينسون أنهم في أقدس بقاع الارض وفي أطهر الاماكن، ينسون أنفسهم حقاً فيصدر منهم كل ما هو مشين بحق المكان وحق أنفسهم، بالله عليكم أهذا ما تقدموه للأقصى وللقبة الذهبية حين زيارته، بالله عليكم إذا لم ترقوا لقدسية المكان فلا تأتوا إليه فدعوه لمن هو أطهر منكم، فبهذه الأخلاق محال أن تحرروه، فلا يظفر به إلا من إرتقت روحه وأخلاقه لقدسيته!
تكتبها لكم: إسراء عثمان
رام الله - فلسطين ~
ملحوظة: صورة قبة الصخرة المشرفة للصديقة ريم أبو زيد