خط أحمر
الرقص على وجع المنسيين
كاد العمر أن ينفذ في فسحة السماء والأرض والفضاء، كُلُهم غارقون من
أجل العيش كادحون، كلهم قاصدون في ثنايا العمر وطبقات الحياة، من يسمع
عذابات الموجوعين،
من يحس ألمَهُم في ليل المنسيين، يكاد صوتهم يلامس مسامعنا، لولا تلك
التقرحات التي اعتلت
آذاننا، تلك التقرحات هي مزيج من ماديات الحياة وأنانية وتكبر البشر، هي
نهايات اللانسانية
ومشاعر اقرب للحجر، فليسقط الانسان إذا كان هناك قبور فوق الأرض
وزنازين للموجوعين
والفقراء والمظلومين، اولئك الذين تراهم يدارون حاجتهم وظلمهم وألمهم
خلف بسمة مهترئة
وأخرى وئدت قبل ان تولد، اتراها قديمة بالية من ايام الجاهلية ؟ من أنت ايها الانسان، وكيف
تسموا فوق عذابات غيرك؟ لا السماء ملك لك، لا الأرض مسجلة ضمن املاكك، ولن تستطيع ان
تحتكر الهواء والماء فما غرّك بنفسك ؟ يا للعجب وكأنك جسد منزوع القلب! فكيف تهرب من
ارواح المستضعفين والموجوعين، تلك ارواحهم النقية ستشيع روحك كل ليلة، ستنعى انسانيتك في
صفحات اللاضمير، ستسلبك سماة البشر، ستطالبك بعد موتك بحق واجب سيثبتوه لك من كتاب الله
وسنة رسوله الكريم.
أولئك من تؤلمهم رصاصة الظلم، وتدميهم رصاصة الفقر والجوع والقهر،
تقتلهم ولا تبقيهم رصاصة الخضوع والخنوع واالذل المهين، يبحثون بين
اقدامكم عن فتات عيشهم، فترى كبيرهم ينزع قلبه ليزرعه في جسد أخيه،
يعيد الأخ لقمة وصلت فمه ليدفع بها الى فم أخيه، ترى كبيرهم ينزع عن
جسده جلده ليغطي فيه جسد أخيه، يقتبسون دوماً من السماء أمنية، يعقدوها
داخل قلوبهم، يستلون مقعداً يقابل الحرمان والمجهول، علّ الحرمان يخجل
من نظراتهم المقهورة فيعود لهم المجهول بحاضر مأمول، عقيم هو حاضرهم،
مرير هو ماضيهم، مجهول ضائع هو مستقبلهم، فهل تعرفهم؟؟؟
فليسقط العالم ولتسقط الإنسانية وعلى الدنيا السلام، حين يحتكرون الحياة لهم، حين يشترون بسمة العالم بأموالهم ويحاصرونها داخل قصورهم، وأنت نعم أنت فلتسقط إذا لم تحس يوماً بعذاباتهم، إذا لم يتراقص ألمك يوماً على وقع أنغام سمفونية قهرهم.
تنويه هام:أنا كاتبة النص أعلاه وكوني انسانة أحاول ان أداري خجلي وتقصيري وراء حروفي، أعتذر من كل الآتية أسمائهم لأنانيتي كوني انا الانسان، لقلة حيلتي وقلة انسانيتي وقلة حيائي وشعوري أمام حاجتهم وظلمهم، إنهم:الفقراء،والمأسورون، والمستضعفون، والمحتاجون، والمظلومون، والمحتلون، والمقهورون، والموجوعون، والخانعون، والمذلولون والمتأملون ممن حولهم نظرة تعيد لهم قيمة الحياة من جديد.
إسراء عثمان ~ ©
02/03/2012