هنا العيد ... ~ !!!
ما حاجتنا للعيد إذا لم يكن فيه لكل طفل ثوب جديد ..
أبدأ روايتي لكم بشريط ذكريات، أبت ذاكرتي إلا أن تتجول بين ثناياه في يوم العيد الذي نراود أعماقنا لنربطه بالفرحة، إلا أنها تبقى زائفة! برغم كآبة تلك الأيام وسوادها المدجج بذكرى الإحتلال والإعتقالات والإقتحامات، إلا أن صوت تكبيرات المساجد في يوم العيد ما كانت إلا معول أمل يبدد الألم وينثر رذاذ فرحة في قلب طفل تبدأ في ثوب جديد تليها عيدية تعيد لليوم جماله، فما أن سمعت صوت تكبيرات المسجد في بداية يوم عيد طوته السنين بين ثنايا الماضي، حتى لبست ثياب العيد الجديدة التي ما كان الأهل ليتنازلوا عنها حتى في شدة الإغلاقات ومنع التجوال والوضع المادي الخانق والسيئ، فهذه الثياب هي فرحة العيد الآولى،ركضت مسرعة في الطريق الفرعي خلف منزلنا حيث يوصلنا ببيت جدتي، جدتي التي كانت تخبئ في عب ثوبها ( جيب ) فرائط النقود لتُعَيِدَني وكل أطفال العائلة ، هذه كانت فرحة العيد الثانية لطفلة في عمري، كنت أركض بسرعة كبيرة فكلما أسرعت كلما عانقت حضن جدتي وامتلكت عيديتي التي ستكون الكثير من الـ ( شواقل ) اللعينة ! ( شواقل: عملة الإحتلال الصهيوني)
لم تمنعني زخات المطر وكثرة الوحل بالطريق عن التمهل والمشي بحذر، لكنها منعت فرحتي ان تكتمل حين انزلقت رجلي فوقعت أرضاً وانشرط بنطال العيد الجديد حيث ركبتي، هنا كان للمطر ووحل الأرض ان ينهي العيد في عيني طفلة كانت فرحتها الأولى هي ثوب جديد ...
فمن يعيد لي بهجة العيد إذا لم أحصل على بنطال جديد حينها ..!
لا أحد !! فقد انتهى العيد في نظري وكل حفنات الشواقل ما كانت لتسعف قلبي الحزين دون بنطال جديد غير مشروط او مثقوب ! :(
ما حاجتنا للعيد إذا لم يكن فيه لكل طفل ثوب جديد ..
لهذا فقط .. كنت صامتة اليوم ولم أشعر بيوم العيد لأنني لم أتذكر إلا حادثة بنطال العيد ايام الطفولة :( فتذكرت أعداد المحرومين في هذا اليوم ! فكانت غصة أخرستني حتى عن مبادلة التهاني مع من حولي! )
يا رب الكون ! كلمة منك تعيد البسمة للأطفال المحرومين ولأطفال سوريا وبورما والصومال ومخيمات اللجوء الفلسطيني ولكل المعذبين والمحتاجين والمقهورين في هذا العالم الزائف واللانساني ...
كل عام ونحن أقرب لإنسانيتنا ولحريتها وكرامتنا .. ~
كل عام وشآم الصمود في حرية وسلام :(
كل عام ونحن جميعاً في أحضان نهضة ..
إسراء عثمان ~
عيد الفطر المبارك
20/08/2012