الملتقى الشبابي الفلسطيني ... ~
فكرة أي "ملتقى" ليست بإختراع فريد من نوعه، بل هووسيلة حوارية وجاهية متداولة تنتقل من خلالها معرفة معينة يريد القائم عليها أن يعممها أو يوصلها للآخرين، ودون أدنى شك لم يكن الملتقى الشبابي الفلسطيني الذي انطلق البارحة يوم الخميس اليوم الثلاثين من شهر آب لعام 2012، الملتقى الفلسطيني الأول، وتحديداً في مدينة رام الله التي اغرقتنا مؤخراً بملتقيات ومؤتمرات وقمم شبابية، لكن الشيئ الفريد والملفت في الموضوع أن هذا الملتقى هو الأول من نوعه، ولا شك بأنه صنع بأيدي فلسطينية وبمبادرة شبابية ولأول مرة دون دعم من ممول أجنبي (NGO'S).
ثلاثة أسباب جعلت هذا الملتقى استثنائي بل وسبق لا مثيل له، فكل ما سبقه من المؤتمرات كان يثير دهشة بسبب فئة حضوره أو الجهة الممولة له أو المحتوى والفكر الذي يسوق له، فهذا الملتقى كان يتمتع بدرجة عالية من الوطنية والإنتماء والنزاهة والقيمة الفكرية وروح الشباب!
ما يثير الإهتمام وما يميز فئة الحضور هو أن الشباب المشتركين تنوعوا من كافة المدن الفلسطينية والذين يغلب عليهم سمة الثقافة العالية ممن يسعون دائماً للتطور الفكري ويبحثون طوال الوقت عن الأدوات التي يرتقون من خلالها بالواقع، بل هم في حقيقتهم من يحملون على كاهلهم مسؤولية الارتقاء بالمجتمع بل وبالأمة.
كان لإسم نادي زدني الراعي للملتقى أثر كبير في حشد هذه الفئة من الشباب، تحديداً أن هذا النادي الراقي بإسمه وفكره ورسالته وأهدافه استطاع أن يجمع نخب شبابية وكفاءات حوله على مدى سنوات انطلاقته، فلم تتردد هذه الفئة من الشباب من الإشتراك في الملتقى، بالإضافة الى الراعي الثاني وهو مؤسسة بيت المقدس للأدب.
كمشاركة في الملتقى تفاجأت بهذا العدد الكبير من الشباب المثقف والراقي بفكره، حيث تسرب الأمل من قلوبهم ليتفاعل مكوناً مزيجاً يعانق بريق الشمس ليأكد أن فلسطين زاهرة بشبابها، وأنهم تكفلوا بصناعة مستقبلها متحدّين كل ما يقف أمام ذلك، حيث كانت القدس بوصلتهم وانتمائهم للقضية أساس منطلقاتهم، ارتقوا بفكرهم وما زالوا مستمرين ليرتقوا بفلسطين أولاً وثانياً وبالأمة آخراً.
ثلاثة أيام تضمنها الملتقى حيث جمعت بين المعرفة والعمل الفكري، تنوعت بين المحاضرات وورشات العمل وحوارات ومناظرات فكرية، وقد احتوت ثلاثة عناوين كبيرة ( المعرفة الإجتماعية والسياسية، الوجود والمعنى، وفلسطين معرفياً)، تفاعل خلالها الحضور وعكس مستوى الرقي الفكري والعمق المعرفي الذي امتاز به الشباب المشاركين.
رسائل كثيرة تسللت من بين العقول والعيون، كانت تأكد على أن فلسطين جزء أساسي من ربيعنا العربي وأن الشباب هم نواة التغيير، فكان الأمل يتعالى بحماسهم وفكرهم وقناعاتهم، فقد كان التحدي والتمرد الذي قام به المنظمين والراعين والحضور على واقع رهن مبادرات الشباب وتحركاتهم لتمويل المنظمات الأجنبية وشروطها والفكر الذي تريد ترويجه خطوة أولى ومبادرة سباقة في هذا السياق الذي يسجل في صفحة الشباب المشرقة.
وعمار يا فلسطين :)
تكتبها لكم: إسراء عثمان
31-08-2012
اليوم الثاني من
الملتقى الشبابي الفلسطيني
رام الله - فلسطين