22‏/12‏/2013

أوقفوا برافر قبل أن ينتكب الأبناء


أوقفوا برافر قبل أن ينتكب الأبناء 

لم تعد فكرة جهل الكثيرين بقضية برافر على الصعيد الفلسطيني والعربي مرعبة، لكن المرعب حقاً أن يمر برافر على زمن الأبناء، فتكرار نكبة الآباء والأجداد على زمن الأبناء الذين تجرعوا القهر وتشبعت قلوبهم حقداً على أبناء صهيون ممن شردوا أهلهم وسلبوهم بيوتهم وأراضيهم هو النكبة بحد ذاته، فبعد نكبة عام ال48 وتهجير الفلسطينيين من أراضيهم، وبعد النزوح في نكسة ال67، وبعد الليالي الطوال التي أمضاها الأبناء يدفعون الثمن مع أهاليهم لخروجهم من بيوتهم وبعدما تشبعوا الألم وهم يستمعون لأجدادهم وآبائهم وهم يتلون الفصل الأخير من تشردهم في تلك الليالي، أصبح من ضروب الجنون ونكسة ما بعدها نكسة أن يمر برافر على زمن شباب تفتحت أعينهم وهم يعدون بالإنتقام واسترداد أرضهم والعودة للديار.




مخطط برافر( بيغن) والذي أقره الكنيست الإسرائيلي في الرابع والعشرين من شهر حزيران في هذا العام 2013، والذي يهدف الى تهويد النقب الفلسطيني ينص على الإستيلاء على أكثر من 800 ألف دونم من أراضي النقب والذي سيتم بموجبه تهجير 40 ألفا من بدو النقب وتدمير35 قرية غير معترف بها إسرائيليا، يدل على أن اسرائيل لم تعد ترهبها أي ردة فعل في المنطقة، وكأنها أصدرت القرار وهي ميقنة أنه لن يكون هناك قوة تتصدى لهذا القرار، فبرافر كغيره الكثير من القرارات التي سبقته والتي جردت الفلسطينيين من أراضيهم واستولت عليها ضمن أراضٍ تعتبرها منطقة تحت السيادة الإسرائيلية، ومن يتأمل هنا وهناك يجد أن المستوطنات الإسرائيلية وجدار الفصل العنصري قد لفا المنطقة وحاصروها، وكمشروع برافر كانت بداية رفض المستوطنات والجدار مقاومة سلمية ومظاهرات انتهت بالإستسلام، فمن يوقف برافر إذاً!


برافر لم يولد هذا العام، فمنذ عام 1953حينما شردت إسرائيل ونقلت بدو النقب الى منطقة السياج التاريحية وأفقدت الفلسطينيين حقهم في ملكية أراضيهم ونقلت ملكيتها للدولة المزعومة، ومنذ أن حرمت فلسطيني النقب من الخدمات وحقهم في الكثير من الأمور الحياتية و وهدمت بيوتهم بحجج واهية، ومنعت المدارس العربية من الانتشار فيه، ومنذ أن جندت إسرائيل من تنازل عن وطنيته وضحى بأهله لينضم الى صفوف الجيش الإسرائيلي ومنذ أن أصبح لها عملائها بين أبناء النقب، وبرافر يكبر ويتعمق على أرض النقب. فبرافر أخذ شرعية من تحت طاولة مفاوضات أوسلو، حينما أصبحت النقب وأهل الداخل الفلسطيني المحتل خارج المعادلة، وَتُرك مصيرهم بين أيدي كيان صهيوني يهدف لتهويد كل شبر من أرض فلسطين.

مشروع برافر نكبة حقيقية ستسجل في صفحات التاريخ إن لم يجد رجال يملكون القوة التي ترتقى لحجمه ليوقفوه، فبرافر ليس قضية تهجير وحصر أهالي النقب وحرمانهم من أراضيهم فحسب، بل هو نكبة جديدة لشعب عاش نكبات متتالية وهو يقدم الشهيد تلو الآخر ليحافظ على حقه في البقاء على أرضه، فمشروع برافر يجب أن يقاوم ويحارب بشكل يساوي حجمه وخطورته.



وفي ظل تفجر المنطقة العربية وانشغالها بالثورات والإنقلابات، وانجرار الساحة الفلسطينية الى الإنقسام والتشتت بين أقدام الفصائل والأحزاب، وفي ظل انشغال سلطة أوسلو بالمفاوضات وتحقيق السلام مع طرف لم يرد السلام يوماً، تأتي قضية برافر، تلك القضية المصيرية التي يجب أن يلتفت حولها كل فلسطيني غيور ليسقطها، فهي ليست قضية النقب فحسب، بل هي مصير أمة بأكملها، أراد لها أن تبقى خاضعة تحت حكم صهيوني يحكم سيطرته عليها، فثورة فلسطينية ترتقي لأن تكون انتفاضة فلسطينية ثالثة تكون على زمن الأبناء ليريحوا ضمائرهم وليكملوا مسيرة الشهداء الذين سطروا بدمائهم معاني الصمود والحرية، ولينتزعوا حريتهم وأرضهم ليست بالكثير ليسقط برافر وليسقط معه الإحتلال وأعوانه، فالتحدي الذي يواجهه الجيل الجديد تحدي يحتم عليه أن يكثف جهوده ليثبت نفسه، وأصبح الآن بيده أن يصنع القرار ويحدد مصيره، وآن الأوان ليكون على قدر التحدي.



لقد سمع آبائنا من أجدادنا عن نكبتهم، وسمعنا نحن من آبائنا عن نكستهم، فهل يأتي يوم ويسمع فيه أبنائنا عن لعنتنا إن مر برافر من بيننا! أم ان جيل سقطت في زمنه دكتاتوريات وأنظمة ظنت أنها لن تسقط يوماً محال أن يستسلم أو يتنازل ولن يسمح لبرافر أن يمر إلا من فوق جسده.

18‏/03‏/2013

إكتَمِل بَدراً


اكتَمِلْ بَدراً

لأتيهَ عُمراً

وأعزِفَكَ لَحناً

قَبل أن أغفو في سَحيقِ هَواكْ

اكتََمِلْ بَدراً

فَسماؤك واسِعَةٌ

نَبَتَ فيها عُمري

وََصار اسمي "مَلاك"

اكتَمِلْ بَدراً

فَقَلبُك أخضَر

وَروحُكَ أطهَر

وَما لأُقحُوانِيَ طيرٌ سِواكْ

اكتََمِلْ بَدراً

فَصوتُكَ لَََحنٌ

وَرَسمُك فَنٌّ

صَحّى ياسَمينَ قََلبي،،، لِيَهواكْ

اكتَََمِلْ بَدراً

وَغَطِني بِِهواكْ

وَاغرِسْ حُبكَ في جدائِلي

فََليسَ لي وَطَنٌ إلا عيناك

فََكيفَ أنا لا أحِبُكَ أكثَر؟!

وَعُمري استَقال 

وَقلبي تَفَرَّغ

كي يَهواك،، كي يَهواك

فَاكتَمِلْ بَدراً فَما عَِرفَتْ سَمائي قَمراًَ سِواكْ





لـ إسْراء عُثمانْ ©

11‏/02‏/2013

هل تأتي الثورة في الإمتحان


هل تأتي الثورة في الإمتحان !
متى نعلنها ثورة على أنظمة التعليم في بلادنا


وبعد عدة سنوات مضت عدت من جديد الى الدراسة الجامعية، فأنا التي أمضيت سنوات عدة متنقلة ما بين نظام الكلية والجامعة ذات النظام المفتوح والجامعة المنتظمة، فها أنا الآن أنتظم في الجامعة، إنني لا آبه لوظيفتي التي حصلت عليها منذ أربع سنوات ولم يعد عملي أولى اهتماماتي الحالية رغم أنني ما زلت ملتزمة به، بل أصبحت الجامعة بكتبي وملاحظاتي وحضوري المنتظم هي أولى اهتماماتي، حتى الكعب العالي الذي أصابني شغف به لم يتبقى له أية قيمة أو مكان في حياتي أمام اللهث وراء دقائق الوقت لتحصيل المحاضرة في وقتها ودون تأخير، عدت من جديد أرتدي حقيبة جامعية بدل الحقائب الأنيقة التي كنت أمضي وقتاً طويلاً في انتقائها، وتركت جِدّيتي وبعضٌ من نضوجي الفكري بين رفوف مكتبتي المفضلة ومجالس النقاش وتقمصت دور الطفلة اللاهثة الباحثة عن العلم والمعرفة، أجلس هنا يحيطني فتيات وفتيان في الغالب أكبرهم بسنوات ليست بالقليلة، إلا بعضٌ ممن كان حاله مثل حالي وعاد للدراسة من جديد، إنه الطموح من أعادني الى هذه المقاعد لا شك وحلمي الذي أصبح أعلى من قامتي، ولكن الخيبات المتتالية على مقعد الدراسة تأبى إلا أن تبقيني في رده الذهول تارة ودهاليز الحيرة تارة أخرى، إنني الآن أخالط جيل جاء من المدرسة حديثاً، إنه الفصل الأول لهم في الجامعة، كيف لا أصاب بالإحباط وما زالت مدارسنا تصدر لجامعاتنا جيل أبرز سماته العلمية أنه يتقن أسلوب التلقين دون غيره ويغلب عليه مسمى "جيل المسلمات".


فهو الذي ما زال يبصم الحروف من أجل الإمتحان ليلتقي ذاك الصباح بورقة الأسئلة ويفرغ كل ما عبئه في جعبته المؤقتة ويفرغها ومن ثم يمضي ليلتقي بالعلامة، أنني لا أجد حولي سوى جيل ما زال مصاب بداء السطحية في الفكر والثقافة، أقصى أحلامه علامة مرتفعة في الامتحان، إنهم لا يدركون معنى أخذ المعرفة لأجل الرقي الفكري والذي يؤدي للنهوض والأرتقاء بالمجتمع، لم يخبرهم أحد من قبل أن العلم سلاح المحتل، في الحقيقة لا ألومهم كثيراً فإن كان معلمنا المتخصص في مادة المجتمع العربي ما زال يدرس المادة بصورتها التقليدية التي عفى عنها الزمن، أصابتني صدمة عندما وجدته في زمن الربيع العربي يضيع وقت المحاضرة في سرد أرقام ومؤشرات تبين مساحة الوطن العربي لكنه لا يكلف نفسه مرة ليتحدث عن نسبة المساحات المسلوبة من قبل المستعمرين والمتآمرين بأيدي الحكام الخاضعين، ما زالت صيغته انهزامية مستسلمة للأمر الواقع، ما زال يتحدث عن الوحدة العربية والتطور في الوطن العربي بأنها من أحلام اليقظة بل شبه مستحيلة، ولا يُشعر المتلقنين بأنها مسؤوليتهم فرداً فرداً، وكأنها موكلة لمجهول لا أدري من هو بحسب ما كان يتحدث، كأنه لا يدرك أنه يخاطب جيل صنع الربيع العربي، وأصبح يحتاج لطرق تعليم جديدة بل ثورية بل حماسية، إنه لا يدرك بعد أنه آن الأوان ليقدم معلومات يحيطها الربيع والمستقبل المشرق غير صدئة كتلك التي كان يسربها الحكام لشعوبهم، ولا شك أنه آن الأوان ليقف أمام الطلاب محاضر يتحدث اللغة العربية السليمة القوية الخالية من الركاكة والمصطلحات الدخيلة من لغات المستعمرين، آن الأوان للإعتزاز باللغة كأحد أهم موروثات قيام الحضارة، فهؤلاء المحاضرين ينشئون طلاب مشوهين فكرياً، فإلى متى يضيعون أجيال وراء أجيال وإلى متى سيبقى السؤال الذي يطرح من الطلبة للمحاضرين " هل هذا الموضوع سيأتي في الإمتحان"، فمتى نعلنها ثورة على أنظمة التعليم في بلادنا!
 
 

08‏/02‏/2013

عتمة الشعر وبيض الأقحوان

عتمة الشعر وبيض الأقحوان



في عَتمة شَعرِها
افتَرش الأرض أقحُوانْ

خَلَع ذاكِرَته وبارودَهُ
واتكَئ ما بَينَ العَينانْ

استَشعَر نَبضاتِ قَلبِها
أطرَبَهُ سُرعَة الخَفَقانْ

تَجَرأ قَليلاً فعَرّى قَلبَهُ
 كَثائِرٍ عاشِقٍ وَلهان

حَدَثها عَن رَصاصَتَهُ الأولى
عَن سِر القَلبِ وَالخَفَقانْ

تَسَمَر أمامَها مُحَدِقاً بِها
تَأمَلها كَلَوحةٍ أبدَعَها فَنانْ

إجتاحَتهُم ذِكرى المُخَيَم
أعادَتهُم لِليلِ التَهجيرِ وَالحِرمانْ

ذَكَرَتهُم باللِقاءِ الأول 
صَحّت فيهُم عِشقَ بيسانْ

إنحَنى أمامَها بإجلالٍ وَإكبارْ
رَسَم أمامَها مَملكة وَسُلطانْ

قالَ لَها: في عَتمَة شَعرِك
سَأعزِفُ كُل لَيلةٍ الألحانْ

حَتى تَغيرُ خُصيلاتِ شَعرَكِ
 وَتُصبِحُ أبيَضُ مِنَ الأقحُوانْ

لـ إسْراء عُثمانْ © 2013

31‏/01‏/2013

واجبات في كراسة المواطن العربي

واجبات في كراسة المواطن العربي 
 


عليه أن يتقن فن الإنصات والخطاب والحوار
عليه أن يتخلص من كل أشكال العبودية من الحكام للماديات للغرب
عليه أن يقاوم من أجل حريته وكرامته
عليه أن يتحرر من القناعات والعادات والمعتقدات المريضة في المحيط
عليه أن يفتح المجال لعقله ليتفتح على كل مظاهر الحياة والحيوية
عليه أن يدرك أنه لكي يغير المجتمع عليه أولاً أن يبدأ بنفسه
عليه أن يرفض أن يكون مواطن من الدرجة الثانية في وطنه
عليه أن يتمسك بالقيم والمبادئ والأخلاق
عليه أن يحترم ذاته الإنسانية
عليه أن يسعى ليعمر الأرض وليؤدي وظيفته " خلفاء" في الأرض
عليه أن يحترم من حوله وما له وما عليه
عليه أن يفتح عقله وقلبه لكل ما حوله من علوم ومظاهر في الحياة
عليه أن يبحث وأن يجتهد ليرتقي بفكره وبمستواه من كل النواحي
عليه أن يؤمن بقدرته على النهوض والتغيير
عليه أن يتحرر من اليأس والتشاؤم
عليه أن يتخلص من عقدة العربي والإنبهار الحصري بالنموذج الغربي
عليه أن يجرد نفسه من كل الماديات والشكليات والمظاهر
عليه أن يتقبل الآخر ويؤمن بغيره من البشر على اختلافهم
عليه أن يعي ماذا يريد من الحياة
عليه أن يحترم الكون ويقوي علاقته به دون أن يكون معتدي
عليه أن يتأمل ويتفكر ويستلهم ويكتشف ويبدع ويخطط
عليه أن يحب لأخيه ما يحب لنفسه
عليه أن يتعلم ويعلم ويبني ويطور
عليه أن يحترم الكتاب والعلم والعلماء
عليه أن يقدر المرأة ويعي أهميتها في بناء المجتمع
عليه أن يثور على نفسه
عليه أن يتغلب على المسلمات
عليه أن يعزز ثقافة الرفض والتحرر من الخوف والخنوع
عليه أن يؤمن بأن الله أكبر ولن يغير ما بهم حتى يغيروا ما بأنفسهم !
عليه أن: ............................ أكمل ما ترى أهميته ؟


إنقطع نفسي ! بِكفي لهون O_o
 إسْراء عُثمانْ

25‏/01‏/2013

الحجاب بين الأسلمة والعلمنة

الحجاب بين الأسلمة والعلمنة
 (إن قيدتم الأجساد محال أن تقيدوا العقول والقلوب)



 ما الفرق بين فرنسا عندما تصدر قرار بمنع الحجاب في الجامعات الفرنسية وبين جامعة الأقصى حين تمنع غير الحجاب داخل حرم الجامعة.
كانت الكثير من الإجابات التي وصلتني على تساؤلي مغلفة بالعاطفة والتحيز الغير مقنع للإسلام لأنه ديننا، مع استقصاء المنطق والحياد الإنساني من القضية، في الوقت الذي آذاني من الأعماق حين قرأت خبر نية إحدى الجامعات في غزة العزة إجبار الفتيات على إرتداء الحجاب مع الفصل الثاني في الجامعة، وكم كانت آراء المحيط عاطفية وواهية.

فمن يستطيع أن يُحَجِّب أعماقي إن أجبرني بالقوة أن أُحَجِّبَ جسدي، فبأي حق تسلب إنسان حريته بحجة تطبيق شرع الله، آتيني إن استطعت بدليل شرعي أو حادثة عن رسولنا الأعظم بطهره ونقاءه قام فيها بتطبيق فرض بالقوة والإجبار على المسلمين وغير المسلمين.



تطرقي للموضوع لا يختلف وموقفي لا يتغير بتغير القضية الأساسية " الحجاب" أو صاحب القرار" الجامعة"، بل هو ذات الموقف في أي قضية تمس حرية الإنسان بغض النظر عن المُشرع أو السلطة التي تمارس قوتها لتطبق أي قرار، فلا فرق إن صدر القرار من جامعة في غزة او القدس أو باكستان أو ماليزيا أو مصر ..

فما الفرق بين الجامعة المسلمة ودولة فرنسا!؟  لا أرى أي فرق لا من قريب ولا من بعيد إلا في مرجعيتهم! فكلاهم تطاول على الإنسانية وعلى الفطرة البشرية واستخدم قوته وسلطته ونفوذه ليحقق مآربه وإن اختلفت في صميمها، ففرنسا تلك الدولة العلمانية التي اختارت العلمانية في أبشع صورها ولتحافظ على دولتها وقوتها، تجرأت على الإنسانية وسلبت الإنسان حريته حين منعت الصليب قبل الحجاب في مؤسساتها الحكومية، وأجبرتهم على عدم ممارسة قناعاتهم وحرياتهم من أجل دولة فرنسا العلمانية، أما الجامعة المسلمة إختارت أن تقيم الدولة الإسلامية بتطبيق مظاهر الإسلام من الخارج في حين أنها تهدم ما في الداخل، فأرادوا أن يجبروا الفتيات على أن يتحجبن أو أن تخسر الفتاة ما قطعته من شوط في الجامعة.



"فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا"، وكيف تعطي الجامعة نفسها الحق أن تجبر إنسان على شئ بحجة دين الله، إن كان دين الله نفسه لا يرتضي أن يهان الإنسان أو أن تُسلب حريته.



فإن استطاعت الجامعة المسلمة أن تحجيب الأجساد فهل تستطيع فعلاً أن تحجب الأعماق أو العقول؟ وهل هدفهم تطبيق دين نفاق ؟ فلو حدث وحجبوا كل أنثى دون أن تكون قناعة من داخلها فأي قوة وأي متانة حققوها في دين الله، فلا أرى سوى إسلام مقنع بالمظاهر والشكليات دون الإيمان العميق من الداخل والذي هو أساس الإسلام !


ولو وقفنا قليلاً: " الإيمان ما وَقر في القلب وصدقه العمل"،إ ن مراتب الإيمان أن يكون منبعه ومنشأه من القلب أولاً ومن ثم أن يصدقه العمل فهنا رأس الحكمة والصدق، فكيف يجبرون الناس على العمل والتطبيق قبل الإيمان من الأعماق؟ فالإيمان في القلب يزيد وينقص، والله يهدي من يشاء من عباده فكيف يصبح فرض الحجاب وغيره سلطة تطبق على الناس قهراً واستعباداً وتجبراً؟!


وأنت، كيف تلوم دولة بحجة اختلاف دينها ومرجعيتها على سلبها حريتك فيما تبرر ذلك لنفسك لأنك انت "ابن الإسلام"؟

كم من الفرائض يتركها المسلمين رغم الإيمان الذي يعمر قلوبهم سواء في الخفاء أو في الجهر ويسألون الله دائماً الهداية والصلاح، ولم أسمع يوماً بأن الرسول بطهره كانت له وظيفة ربانية أن يجبر مسلم على تطبيق فريضة، ولم نسمع بعقوبة دنيوية على ترك الفرائض بل كانت دوماً ما بين العبد وربه يوم الحساب والعقاب، حتى العقوبات الدنيوية كانت في الكبائر ومع أن هناك الكثير من الحدود تم ابطالها بحسب الزمان والحادثة، وكان الرسول الأكرم وصحابته ينشرون دين الله ويبينون للناس ويقربون لهم كل ما تعلق بالدين من أجل أن تنير قلوبهم ويزيد ايمانهم في قلوبهم دون إجبار، فمن أين يبتدعون اليوم ويعطون أنفسهم الوصاية لتطبيق الفرائض جبراً على الناس مع سلب الإختيار والحرية من بين أيدي الناس.



فرق شاسع بين من ينشر الدين بالحسنى ويحبب الناس فيه فيزيد ايمانهم من الداخل فيتجلى في أشكالهم ومعاملاتهم فيبني كيان قوي، وبين من ينشر الدين بالقوة فترى القوم ملتزمين متدينيين من الخارج ضعفاً بينما تكفر قلوبهم حين تسلب حريتهم وتهان إنسانيتهم.

أذكر حين تحجبت كنت لم أبلغ بعد، شعرت بحاجتي للحجاب وكأن نور من الأعماق ناداني وقربني له، لكن أرفض بكل إنسانيتي وبجمال وعظمة ديني الذي نور قلبي أن يجبرني إنسان على أن أقوم بذلك، وإن كنت في أعماقي أتمنى أن يهدي الله كل مسلمة وأن يثبتنا على الحجاب السليم، ولكن حبي للإسلام لا يعني تقبلي لسلب حرية الإنسان!

" تلك الآراء لا تتجاوز حرية تفكيري واعتقادي وقناعتي في هذه القضية"
مع قناعتي العميقة بالحجاب
وإعتزازي وحبي العميق لغزة الصمود
وحرصي الشديد على حرية الإنسان


إسْراء عُثمانْ ~
25-01-2013

05‏/01‏/2013

رسائل إسرائية (2) ما بين الشآم وبيت المقدس مسافة تاريخ الأندلس

رسائل إسرائية ( 2) 
ما بين الشآم وبيت المقدس مسافة تاريخ الأندلس

لكي لا نكون أندلساً أخرى..
تصميم الأخ:

Bandar Raffah


إن من أبشع ما كتبت صفحات التاريخ كان سقوط الأندلس، ففي اليوم الثاني من كل عام يحتفل الإسبان بسقوط أقوى المدن الإسلامية في الأندلس العريق وإنتصارهم على المسلمين وطردهم وقتلهم في معركة غرناطة بعد حكم طال ما يقارب الـ 800 عام، بنت فيه الأمة الإسلامية أقوى العلوم والحضارات، وصدرت للأمم الأخرى من العلم والحضارة والثقافة ما قامت عليه الأمم، ففي الوقت الذي كانت تعيش فيه أوروبا في العصور المظلمة والتخلف والرجعية، صدر المسلمون من هناك من أرض الأندلس أقوى الحضارات والعلوم وسطع شعاع النور من أرض الإسلام بدينهم القوي وعلمهم المتين. 
 

الكثير يتساءلون لماذا نعود للماضي ولماذا نبكي مجد ضاع ونقف على أطلال ما عدنا نملكها؟ولماذا نضيع الوقت على ما فات !

قرأت مرة معلومة بأن ثلث القرآن الكريم هو فعلياً قصص، حيث ركز القرآن على القصص ليس للسرد فقط بل للتدبر وأخذ العبر وقراءة الدروس بين ثناياها، فالقرآن ترك لنا عبرة كبيرة من التركيز على القصص وعلى ذكر أنباء الأمم السابقة لكنا حقاً لم نعتبر ولم نأخذ الحكمة منها.


فحين نركز على الأندلس ونعيد إحيائها في قلوبنا وفكرنا وصفحات حياتنا نحن لا ندعو للبكاء على لبن مسكوب كما ظن الكثيرين لكنها دعوة لأخذ العبرة من الجرائم التي اقترفها المسلمون بحق أنفسهم حين تخلوا عن العلم والدين، فإن تأملنا ماضينا وجدنا الإسلام كان في عزه وأوجه، عندما تمسك المسلمون في دينهم وعندما كان العلم عنوانهم، وضاعوا عندما تركوا الدين والعلم وتمسكوا بملذات الدنيا والفرقة والإقتتال والتسابق للظفر بالملك والغنائم، ونسوا كتاب الله وآيته الحكيمة" ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم" صدق الله العظيم. نحن يجب علينا أن نقرأ التاريخ لأن فيه العبر، أمة لا تقرأ تاريخها لا يمكن أن تعرف حاضرها ولا أن تخطط لمستقبلها، ضاعت الشآم وفلسطين والعراق وكل شبر من أمتنا ووطنا الكبير عندما ضاع ماضينا دون أن نحفظه ودون أن ننبش في صفحاته لنتعلم العبر!


جولدا مائير هذه الصهيونية قالت يوماً " يموت الآباء وينسى الأبناء"، فهذا ظنهم بنا، فبعضنا فعل وآخرين كثر لم يرضوا أن يتخلوا عن تاريخهم، بل كان بالنسبة لهم أساس ومرجع نرسم من خلاله خارطة لمستقبلنا.





أمثلة تربط ماضينا بمستقبلنا:


انقسمت مدن الأندلس بعد سنين طويلة من قوتها وتماسكها وتوحدها عندما انشغل ملوكها بملذات الحياة واقتتلوا من أجل الملك والتنازل على أفضل المدن وأعرقها، حيث بدأ التنازع بين العرب أنفسهم فكادوا لبعضهم المكائد وتنازعوا وتعادوا حتى امتد التنازل وأصبح أيضاً ما بين العرب وغيرهم مثل البربر والأقليات حديثة العهد بالإسلام، حتى تقسمت الأندلس وأصبحت "22" دويلة، واليوم قسمنا المستعمر والمحتل وأصبحنا " 22" دولة وزرع فينا من الفرقة والحدود ما تجعل حلم التوحد بعيداً.


هذه الصورة هي راية الجيش الاسلامي في الاندلس يوم معركة «العقاب» والتي انهزم فيها المسلمون يوم السادس عشر من شهر يوليو عام 1212م وغنم الصليبيون تلك الراية ومازالوا يحتفظون بها الى يومنا هذا...

ضاعت إشبيلية في العام 643هــ بأيدي المسلمين في ولاية غرناطة بعد المعاهدة التي اضطر ملكها إبن الأحمر على توقيعها مع ملك قشتالة فرناندوا الثالث والتي كان أحد بنودها أن تقوم غرناطة بمساندة أمير قشتالة ومساعدته في أي حرب يخوضها حتى لو كانت مع غيرهم من المسلمين، وبعد توقيع المعاهدة مباشرة شن ملك قشتالة حرباً على إشبيلية أقوى وأعرق المدن الإسلامية في الأندلس وثاني آخر المدن بقاءً بين يدي المسلمين، وسقطت إشيبيلة بأيدي المسلمين الذين اضطروا وفقاً لهذه المعاهدة من شن حرب والتقدم مع جنود قشتالة النصارى تحت قيادة فرناندوا الثالث وشردوا أهلها وقتلوا ما قتلوا منها وعاثوا فيها من الفساد والذل بحق أهلها، ولحق ذلك سقوط غرناطة آخر الولايات الإسلامية في الأندلس وبكى الرجال كالنساء على ملك لم يحافظوا عليه كالرجال !
واليوم كم من دولة عربية وكم من رئيس عربي وقع من المعاهدات والإتفاقيات ما تضمن حق المستعمر وتضيع حقنا نحن العرب، كم من بلد عربي لا يتمكن من استخدام سلاحه النفطي من أجل إخوانه العرب في دولة أخرى بسبب الاتفاقيات والمعاهدات التي وقعوها مع الدول الكبرى، فهذا التاريخ يعيد نفسه ولكن هل من يعتبر! 

اللوحة الشهيرة الموجودة بأسبانيا تصور تسليم مفاتيح غرناطة للملكين الكاثوليكين إيزابيلا وفريناندو بواسطة أبو عبد الله الصغير
 
ضاعت الأندلس وضاع مجد العرب والإسلام وما زلنا حتى يومنا هذا لم نأخذ العبر ولم نتعلم من خسارتنا ومن هزائمنا بل ما زلنا نصر على أن نعيد نكبات التاريخ بأخطاء أكبر وهفوات أبشع، ما زلنا نصر على أن التاريخ لن يعيد لنا مجد بل هو بكاء على ماضٍ أليم،متى نعرف أن أمة لا تقرأ تاريخها يسهل استعبادها، فلقد ضاعت أمة لا تعرف الخبر




فما بين الشآم والقدس مسافة تاريخ الأندلس، وما بين نصرنا وحريتنا ونهضتنا مسافة تاريخ نأخذ منه العبر والدروس لنمر من خلاله للمستقبل، فقضايا أمتنا واحدة، محال أن نفصلها محال أن نجزئها، فهمنا واحد ومصائبنا واحدة ونصرنا واحد وحريتنا واحدة. 

انتظروا تدويناتي عن كل من:
1- إشبيلية
2- قرطبة
3- الزهراء
4- الحمراء
5- غرناطة



01‏/01‏/2013

رسائل إسرائية (1) كُن فناراً

كُن فناراً يستهدي به الناس

 رسائل إسرائية (1)

أحدثكم الآن أنا إسراء وجيه، أتعلمون لم أستطع يوماً أن أفصل نفسي عن هموم من حولي وعن هموم مجتمعي ووطني وأمتي، فقررت أن أساهم في بناء حضارتنا وأن أكون من الرعاة الرسميين لنهضة الأمة.

كنت أفكر بما قيمة الوقت إذا كنا لا نتقن فن استغلاله وحسن التعامل معه، إنني الآن أحدثكم في أول يوم من عام 2013

كنت أحاول معرفة ما هو شعوري الآن، ود قلبي لو يرسل رسالة لكل شاب منكم بإسمه.

أتعلمون شئ:

إننا ندخل العام الجديد وما زلنا من دول العالم الثالث، ذاك العالم الذي ما زال يعاني من 3 مشاكل:
1- الفرقة في مقابل الوحدة :(
2- الإستعمار بأشكاله والإحتلال في مقابل الحرية :(
3- التخلف في مقابل النهضة والتطور :(




 هل تبقى أمتنا بهذا الحال ونحن منها ! وكيف نرضى أن نكون هكذا ونحن الشباب نبض الأمم !
 كيف لعالم غربي استفاد من حضارتنا سنين طويلة ونهل من علومها أن ينظر لنا أننا أدنى منه منزلة !
ولماذا نلومه إن كنا لا نقدم الكثير وإن كنا نحمل من الجهل والتأخر ما يثير تساؤلات الآخرين!

هي دعوة مني، ومع بداية عام ميلادي جديد، للإنطلاق وكأننا ولدنا اليوم بإرادة من حديد




وليكن شعارنا في عامنا هذا: " علم وعمل متوازيان"

فلا العلم وحده يعمر الأوطان 

ولا العمل وحده يحررنا من الضياع والجهل والحرمان



فالأمة الجاهلة لا يمكن لها أن تسابق الأمم الأخرى ولا أن تقف بجانبها في محافل الجد والتقدم 

وأمة لا تعرف تاريخها يسهل استعبادها ولا تستطيع أن تبنى وتخطط لمستقبلها .. 

فإن كان معدل متوسط قراءة المواطن العربي في السنة 7 دقائق لكل فرد في مقابل 36 ساعة للمواطن الغربي
 فكيف لنا أن ننافسهم وكيف لنا أن نبنى حضارة لنا وكيف لنا أن نعيد مجد أجدادنا الذي ضاع وشهدنا على ضياعه دون أن نقدم شئ.



هي دعوة مني: 

* كُن فناراً يهدي من حولك، فنحن خُلفائه في الأرض، نستهدي بنوره ونهدي بفكرنا وقلوبنا
* إقرأ فأمة لا تقرأ يسهل استعبادها
* إسعى واجتهد واعمل لمستقبلك فنحن بأمس الحاجة لحراك فردي يوصلنا الى أعتاب النهوض والتطور، فدون الإنطلاق لن يكون هناك أمل بمستقبل مشرق بين صفحات التاريخ، فالمسافة بيننا وبين حريتنا مسافة قرارك بالإنطلاق لها.





قرر أن يكون لك في هذا العالم بصمة، واجتهد لتأثر في من حولك، كن أنت المُلهم لهم والمبادر والمخلص قولاً وعملاً .. 

إنتظروني في رسالتي القادمة ..
وحتى يتجدد اللقاء أترككم في أمان الله وحضرة الكتاب .. ~